lundi 5 août 2013

ديناصور تزوضى، تجاهل و نسيان


                             مكتشف الحقيقي عبدلي محمد الملقب بن مبارك 



قبل نحو 180 مليون سنة، كان هناك ديناصور يسعى في الأرض طلبا للرزق،
لم يحالفه الحظ أبدا،
فقد توفي في منطقة سميت "المغرب"،
سوء الحظ ظل مقترنا به ليومنا هذا، أخرجوه من التراب فلم ينعم بالستر و الأمان،
لتبدأ حكاية سوء الحظ مرة أخرى،
مسكين!

هل عرفتموه؟
إنه ديناصور تزوضى (Tazouda)، ديناصور مغربي اكتشف قبل أربع سنوات بجبال الأطلس المغربية، منطقة ورزازات.
عمره حوالي 180 مليون سنة، تبارك الله :)
كما أن هيكله العظمي ما زال سليما بفضل عدم وصول الهواء إليه طيلة هذه المدة،
و بالتالي يعد هذا الديناصور أقدم ديناصور مكتشف ليومنا هذا،
ديناصور بدائي.
سموه المختصون "تازوضاسوروس" Tazoudasaurus، تازودا Tazouda نسبة للمنطقة التي اكتشف بها.
لحسن حظه، توجد صفحة تعريفية له بويكيبيديا :)

لقد مرت أربع سنوات على نفض التراب عنه،
و ما زال المتحف المخصص له لم يفتتح بعد،
أصلا لم ينتهوا من أشغال بنائه، فكيف سيفتتحونه؟
قبل هذا، من قال إن السلطات مهتمة بالأمر؟

تصوروا لو تم العثور على أقدم ديناصور في العالم، في أستراليا مثلا أو في اليابان (اختاروا أي دولة غير متخلفة)،
هل كانوا سيتركونه مهملا مجهولا منسيا متآكلا منبوذا يندب حظه العثر؟
مهملا، الإهمال واضح، قرأت قبل نحو شهرين مقالا ينبه للحالة المزرية التي يتعرض لها هيكل الديناصور.
مجهولا، لا أحد يدري به، لا محليا و لا وطنيا و لا دوليا، كأنه غير موجود.
منسيا، لقد اكتشفوه و تحدثوا عنه ذلك اليوم، الان أصبح من الماضي، لا داع للحديث عنه، لننس الماضي.
متآكلا، هل يوجد هيكل عظمي معروض بدون صيانة دورية لا يتآكل؟ لا أعتقد.
منبوذا، ما زال مرميا في المكان الذي اكتشف فيه، طبعا لا يستحق اهتماما و متحفا، يكفيه ما فيه.

كلا،
لتم تحويل مكان اكتشافه لمنتجع سياحي ثقافي، لأصبح "قبر الديناصور" ورشا حيا للتعامل مع الماضي العريق، لتم إصدار العشرات من المنشورات التي تحسس الناس بأهمية الموروث الثقافي البيئي، لأسسوا متحفا تفاعليا بعين المكان مفتوح أمام الأطفال و الشباب، مخصص للماضي، لنصبوا شاشات كبيرة تقدم أشرطة وثائقية عن حياة الديناصورات و كيفية عيشها،،،
طبعا، سيستفيد كل سكان المنطقة من النشاط السياحي و الثقافي، و لاستفادوا ماديا من الديناصور،
هم أصلا يستفيدون من أشياء غير مفيدة، فما بالك لو كان الأمر يتعلق باستثناء عالمي.







هذا لو كان للديناصور قليل من الحظ فمات بجبال الألب الفرنسية مثلا، ربما لم يكن يتصور العالم كما هو الان!

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More