lundi 18 mars 2013

أقدم ديناصورات


هناك وثيقة أثرية تحت إمرة شخص معروف في دوار «تاوريرت»، يرجع تاريخها إلى خمسينيات القرن الماضي، تثبت أن الاكتشاف الحقيقي للديناصور في منطقة حيزم،
يوجد فيها كنز مدفون، وكان شخص في أحد أيام الشتاء -التي تكون فيها المنطقة الجبلية جد باردة- يجمع الأحجار ويذهب بها إلى المسجد من أجل تدفئة ماء الوضوء، فلما أوقد النار أحس أن الأمر غير عادي وأن الأحجار مشكوك في أمرها، فظن أنه اكتشف الفحم الحجري، لكن الاكتشاف الأخير لم تكن له أي علاقة بالفحم الحجري، بل بهيكل ديناصور من أقدم وأطول ديناصورات العصر...
كانت منطقة «تازودا» في «إمغران»، شمال شرق مدينة ورزازات، هادئة، منغلقة على نفسها، لم تدرك أن سكونها منذ سنين سيتفجر يوما وأن هويتها ستجد لنفسها مكانا وأن تاريخها وأحداثها التي قُبِرت لعقود، دون معنى، ستدون على صخور جبل «حيزم»، لتشهد، سنة 2003، بزوغ شمس اكتشاف أقدم ديناصور في العالم، مدفون وسط جبل «حيزم»، إرث احتفظت به المنطقة عربونا لقيمتها التاريخية، لكن الاكتشاف تلته صراعات داخلية حول المكتشفين الحقيقيين، الكل يرجع الاكتشاف إلى نفسه، فمنهم من قال إن الديناصور اكتُشِف منذ 1993 من طرف أحد سكان المنطقة ولم يكن يعرف أن العظام التي وجدها تعود لأكبر هيكل ديناصورات العصر، ومنهم من أسند لنفسه اكتشاف منطقة «إمغران» نفسها وليس فقط الديناصور.. ويدعي أحد أفراد أسرة الشخص الذي ادعى أن المنطقة يعود اكتشافها إلى عائلته القادمة من واد درعة بعد تطاحنات كثيرة، قائلا إن اسم واد درعة كان يطلق على الذراع، أي أن من يسيطر على المجال هو الفائز، فكانت أسرة تدعى «أيت عبدلي»، التي يدعي أحد أبنائها أنه هو من اكتشف الديناصور، كانوا قد هاجروا من درعة، بسبب الطوائف التي كانت تتصارع في ما بينها، في اتجاه «إمغران»، والعمل في مناجم الملح، كما كانوا من أشهر الرعاة، وكانوا «الأصليين» في المنطقة، حسب قوله، مضيفا أن «إمغران» سُميت نسبة إلى الديناصور القديم قبل اكتشافه، وحاول إثبات تأويله التاريخي بفك بعض الرموز التي هي بالنسبة إليه مرجع حقيقي لتواجد الديناصور في المنطقة. وبحكم المنطقة، فسكانها لم يكونوا في السابق يعرفون فصيلة الديناصورات، ولما اكتشفت مناجم الملح، بدأت عدد من المناطق المجاورة تتاجر فيها، إذ كان أغلب هؤلاء لا يعرفون مكان تواجد بعض هذه المناجم وأحدها يوجد بمحاذاة جبل «حيزم»، أي مكان اكتشاف الديناصور حاليا. وكان أهل المنطقة الأصليين يوجهون التجار إلى المنجم الذي يتواجد قرب دوار يسمى «أنزا ن لغار» وهي كلمة أمازيغية، فهي تعني «شيء في الغار»، لكنهم لم يعرفوا طبيعة الشيء، ومن هنا سميت المنطقة حاليا «أيت زغار» وكانوا يطلقون على سكانها قديما «أيت وانزا ن الغار».
غير أن الاسم الذي يطلق حاليا على منطقة «تازودا» لم يكن موجودا في أي وثيقة تاريخية، بل كانت «تازودا» تسمى «تكريباست»، وهي مكان خاص لإعداد القطران. يحكي محمد عبد اللي عن قصة «اكتشافه» للديناصور وهو ابن المنطقة، المعروف باسم «بنمبارك (محمد عبد اللي)» الذي ينتمي إلى شجرة العائلة التي أسند إليها اكتشاف إمغران، يقول: إنه أخذ قطعة من الهيكل وحملها لأحد البيطريين من أجل التأكد من صحة الهيكل الضخم، غير أن رد البيطري لم يكن صحيحا بقوله إن العظام ليست إلا لبقرة.. لم يقتنع بنمبارك بالجواب، متأكدا أن البقرة لا تتوفر على هذا النوع من العظام العريضة، ترك الأمر لحاله، وبعد أن تابع ما بثته وسائل الإعلام الوطنية والدولية حول اكتشاف هيكل ديناصور في الهند، كان هذا الاكتشاف بالنسبة إلى بنمبارك مفتاحا للغزه وخطوة للبحث عن حقيقة الأمر، عل تخمينه يكون في محله ويكون مكتشفَ أقدم ديناصور في العالم، فخاض معركة البحث عن الحقيقة من جديد، وجد الهيكل بارزا، مؤكدا أنه لم يكن يبحث عن «الكنز» أو شيء من هذا القبيل، كما أفادت بذلك بعض المصادر المقربة، فوجد الهيكل وطوله 38 مترا. كما حكى لجريدة «المساء» عن مسألة أخرى غريبة تعود إلى كون المكان قد «اكتشفه» الأسلاف منذ زمن واكتشفوا أنه «غير عادي»، فوضعوا حجرة على مقدمة الهيكل ظلت «شاهدة»

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More